وقال صاحب روح البيان :
﴿وَتَوكَّلْ﴾ في جميع حالاتك ﴿عَلَى الْعَزِيزِ﴾ الذي لا يذل من والاه ولا يعز من عاداه فهو يقدر على قهر أعدائه.
﴿الرَّحِيمُ﴾ الذي يرحم من توكل عليه وفوض أمره إليه بالظفر والنصرة فهو ينصر أولياءه ولا تتوكل على الغير فإن الله تعالى هو الكافي لشر الأعداء لا الغير والتوكل على الله تعالى في جميع الأمور والإعراض عما سواه ليس إلا من خواص الكمل جعلنا الله وإياكم من الملحقين بهم ثم أتبع به قوله :
﴿الَّذِى يُرِيكُمُ﴾ إلخ لأنه كالسبب لتلك الرحمة أي توكل على من يراك.
﴿حِينَ تَقُومُ﴾ أي إلى التهجد في جوف الليل فإن المعروف من القيام في العرف الشرعي إحياء الليل بالصلاة فيه.
وفي الحديث :"أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه السلام "كان لا يدع قيام الليل وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً".
ومنها "إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة" رواه "مسلم".
يقول الفقير : هذا أي ما صلى عليه السلام في النهار بدل ما فات منه في الليل من ورد التهجد يدل على أن التهجد ليس كسائر النوافل بل له فضيلة على غيره ولذا يوصي بإتيان بدله إذا فات مع أن النوافل لا تقضي.
﴿وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ﴾ التقلب أي ويرى ترددك في تصفح أحوال المتهجدين لتطلع على حقيقة أمرهم كما روى أنه لما نسخ فرض قيام الليل عليه وعلى أصحابه بناء على أنه كان واجباً عليه وعلى أمته وهو الأصح.


الصفحة التالية
Icon