العرب حيث كانوا يحفظون هجاءهم وينشدون في المجالس ويضحكون.
ومن لواحق هذا المعنى ما قال ابن الخطيب في "روضته" : ذهب جماعة من الشعراء إلى خليفة وتبعهم طفيلي فلما دخلوا على الخليفة قرأوا قصائدهم واحداً بعد واحد وأخذوا العطاء فبقي الطفيلي متحيراً فقيل له : اقرأ شعرك قال : لست أنا بشاعر وإنما أنا رجل ضال كما قال الله تعالى :﴿وَالشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ فضحك الخليفة كثيراً فأمر له بأنعام.
وقال بعضهم : معنى الآية أن الشعراء تسلك مسلكهم وتكون من جملتهم الضالون عن سنن الحق لا غيرهم من أهل الرشد.
وفي "التأويلات النجمية" : يشير إلى أن الشعراء بحسب مقاماتهم ومطرح نظرهم ومنشأ قصدهم ونياتهم إذا سلكوا على أقدام التفكر مفاوز التذكر في طلب المعاني ونظمها وترتيب عروضها وقوافيها وتدبير تجنيسها وأساليبها تتبعهم الشياطين بالإغواء والإضلال ويوقعونهم في الأباطيل والأكاذيب.


الصفحة التالية
Icon