الثعلبي : ومعنى ﴿ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ أي مصير يصيرون وأي مرجع يرجعون ؛ لأن مصيرهم إلى النار، وهو أقبح مصير، ومرجعهم إلى العقاب وهو شر مرجع.
والفرق بين المنقلب والمرجع أن المنقلب الانتقال إلى ضدّ ما هو فيه، والمرجع العود من حال هو فيها إلى حال كان عليها فصار كل مرجع منقلباً، وليس كل منقلب مرجعاً ؛ والله أعلم ؛ ذكره الماوردي.
و﴿ أَيَّ ﴾ منصوب ب ﴿ يَنْقَلِبُونَ ﴾ وهو بمعنى المصدر، ولا يجوز أن يكون منصوباً ب"سَيَعْلَمُ" لأن أياً وسائر أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها فيما ذكر النحويون ؛ قال النحاس : وحقيقة القول في ذلك أن الاستفهام معنى وما قبله معنى آخر فلو عمل فيه ما قبله لدخل بعض المعاني في بعض. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٣ صـ ﴾