ائتني بعرشها "فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ" بعد أن رفع رأسه من السجود خرّ ساجدا للّه تعالى شكرا على ذلك "قالَ هذا" الفضل الجليل "مِنْ فَضْلِ رَبِّي" العظيم "لِيَبْلُوَنِي" يمنحني ويختبرني "أَ أَشْكُرُ" نعمه المترادفة علي "أَمْ أَكْفُرُ" بها وأجحدها "وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ" يعود نفع شكره إليها إذ به دوام النعم، وهو قيد للنعمة الحاضرة وصيد للنعمة المستقبلة، "وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ" عن شكره "كَرِيمٌ" ٤٠ بالتفضل عليه لأنه يمهل عبده ولا يعجله بالعقوبة ويكون مسببا لسلبها منه إن لم يشكره عليها، وهذا
مما يستعظم ويتردد فيه عقل من لا يعرف عظمة اللّه، على أن الذي يصدق بظهور (التلفزيون) وهو المدياع الذي يرى صورة المذيع وليس صوته وهو في فعل بعض خلقه، يجدر به ان يصدق بهذا ولا يتردد فيه، لأنه من فعل ربه الذي لا يعجزه شيء، وهو الذي يقدر عباده على أشياء لم يقبلها العقل مما ظهر في القرن العشرين هذا، من البواخر والطائرات كالقلاع والصواريخ والمذياع (الراديو) ومعامل الكهرباء مما يحار فيها العقل ولا يكاد يصدقها لو لا وجودها، وما ندري ما سيظهر لنا بعد من عجائب مكوناته حتى يتبين للكافر أنه الإله الحق الذي لا رب غيره الموجد لكل شيء، راجع الآية ٥٣ من سورة فصلت في ج ٢، فلما أقبلت بلقيس بدبدبها وكبكبها وقبقبها


الصفحة التالية
Icon