الشهداء والعلماء العاملون والأولياء العارفون الذين ثبتهم اللّه بتثبيتة الداخلون في قوله (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) الآية ٨٩ الآتية وبقوله لا يحزنهم الفزع الأكبر الآية ١٠٣ من سورة الأنبياء في ج ٣، روى عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم سئل عن قوله تعالى "إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ" قال هم الشهداء مقلدون بسيوفهم حول العرش.
وقال ابن عباس هم الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون لا يصل إليهم الفزع.
راجع تفسير هذه الآية الآتية ١٧٢ من سورة آل عمران في ج ٣ "وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ" ٨٧ صاغرين ذليلين، وفي هذه النفخة تتطاير من بوق اسرافيل أرواح جميع الأموات فتذهب كل روح إلى جسدها كأنها محشوة
فيه فتنشر الأموات من مدافنها أحياء بأمر اللّه وإرادته
فيهم فيهرولون نحو الصوت سراعا لا يميلون عنه، قال تعالى (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ) الآية ١٠٨ من سورة طه المارة وليعلم أن سيدنا إسرافيل عليه السلام منتظر دائما ربه سبحانه، فعند ما يتلقاه يفاجأ الكون به حالا، أما ما قاله الألوسي في الغالبة بان النفخات ثلاث، مستدلا بهذه الآية إذ سماها نفخة الفزع والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخة البعث، ويؤيد استدلاله بآية ص المارة وهي (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ) ١٥ فهو قول لا مستند له ولا يفهم من هذه الآية الا مطلق نفخة وتحمل بالنسبة لسياق التنزيل على النفخة الثانية كما بيناه في تفسيرها فراجعه وبما أن الإجماع على أنهما نفختان لا ثالثة لهما فكل قول يخالفه لا قيمة له، ولهذا لا عبرة يقوله هذا رحمه اللّه فلا يؤخذ به لعدم استناده على دليل قاطع ولانفراده بهذا القول وحده.


الصفحة التالية
Icon