ثم التفت إلى رسوله صلّى اللّه عليه وسلم فقال قل يا أكرم الرسل لقومك إذا جادلوك أو خاصموك "إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ" مكة المكرمة لا أخص بعبادتي غيره، وإنّما خصها بالذكر لأنها مولده وأحب البلاد إليه وأكرمها عليه وقد أشار إليها إشارة تعظيم "الَّذِي حَرَّمَها" على المشركين وجعلها موطىء رسوله ومهبط وحيه، وجعلها حرما آمنا من فيها ويتخطف الناس من حولها وحرم سفك الدماء فيها بحيث لو رأى الرجل قاتل أبيه لا يعارضه البتة، وقد ضاعف عقاب الظلم فيها ومنع أن يصاد صيدها أو يختلي خلاها أو تلتقط لقطتها ولا يدخلها إلا محرم تعظيما لشأنها "وَلَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ" في السموات والأرض ملكا وعبيدا "وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ٩١ لعظمة ربي المنقادين لأوامره ونواهيه "وَأَنْ أَتْلُوَا" بنفسي عليكم "الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى " بهديه وآمن بمنزله ومبلغه "فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ" فيعود نفع


الصفحة التالية
Icon