قال احتاج إلى الماء ولم يعرف عمقه أو قال مسافته وكان الهدهد يعرف ذلك دون الطير فتفقده وفي غير هذا عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له كيف هذا والصبي يصيده فقال له ابن عباس إذا وقع القضاء عمي البصر وقال عطاء حدثنا مجاهد عن ابن عباس قال كان سليمان يجلس وتجعل السرر بين يديه ويأمر الإنس فيجلسون عليها ثم يأمر الجن فيجلسون من ورائهم ثم يأمر الشياطين فيجلسون من ورائهم ثم يظلهم الطير وتقلهم في الريح مسيرة شهر
ورواحها شهر فتفقد الهدهد من الطير فقال لأعذبنه عذابا
شديدا آية ٢١ وكان تعذيبه إياه نتفه وإلقاءه إياه في الأرض لا يمتنع من نملة ولا هامة قال عبد الله بن شداد كان تعذيبه اياه أن ينتفه ويلقيه في الشمس ثم قال جل وعز أو ليأتيني بسلطان مبين آية ٢١ أي بحجة بينة ٢٢ - وقوله جل وعز فمكث غير بعيد آية ٢٢ أي غير وقت بعيد والتقدير فمكث سليمان غير طويل من حين سأل عن الهدهد حتى جاء الهدهد فقال أي فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلفه أحطت بما لم تحط به في الكلام حذف والمعنى ثم جاء فسأله سليمان عن غيبته فقال أحطت بما لم تحط به
ومعنى أحطت بالشئ علمته من جميع جهاته ٢٣ - وقوله جل وعز وجئتك من سبأ بنبأ يقين آية ٢٢ قيل سبأ اسم رجل وقيل هي مدينة قرب اليمن ٢٤ - وقوله جل وعز إني وجدت امرأة تملكهم آية ٢٣ قال قتادة هي امرأة يقال لها بلقيس ابنة شراحيل وكان أحد أبويها من الجن ومؤخر قدمها كحافر الحمار
٢٥ - ثم قال جل وعز وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم آية ٢٣ أي من كل شئ يؤتاه مثلها ولها عرش عظيم أي سرير كبير عظيم الخطر