ثم استثنى من عموم كلامه قوله "إِلَّا مَنْ ظَلَمَ" منهم بفعل ترك الأفضل وما هو خلاف الأولى أو زل عن غير قصد أو استعجل في أمره كآدم ونوح وداود وسليمان وإبراهيم ويونس عليهم السلام، وقد سبقت الإشارة إلى ما صدر من كل منهم وتأويله وتفسيره ودواعيه في محله، وقد سمى اللّه ما حدث منهم ظلما بالنسبة إليهم، راجع الآية ٢ من الأعراف المارة والآية ٢٣ من ص والآيتين ٦٣ و٨٥ من سورة هود في ج ٢، قال تعالى "ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ" تاب وندم على ما صدر منه، وقد سماه سوء أيضا نظرا لمقامهم وإلا في الحقيقة لا يسمى ظلما ولا سوء بالنسبة لغيرهم، لأنه على حد حسنات الأبرار وسيئات المقربين "فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ" ١١ به أعفو عما صدر منه ثم ناداه ثالثا بقوله "وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ" اجعلها تحت إبطك "تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ" برص، فأدخلها امتثالا لأمره، من غير أن يعرف الغاية منها، ثم أخرجها فإذا هي تبرق كالشمس، وبعد أن توطن لكلام اللّه قال اذهب "فِي تِسْعِ آياتٍ" مع هاتين الآيتين كما بيناها


الصفحة التالية
Icon