الحمد للّه الذي أذهب عنا الحزنا
الآية ٣٨ من سورة فاطر، فأجابه فورا معرضا فيه أيضا :
قلبي إلى الرشد يسير وعنده النظم يسير
الحمد للّه الذي فضلنا على كثير
الآية المارة، فتعجب منه وقام إليه واحترمه، واعتذر منه، فقال له إياك أن تزدري بأحد، فإن مواهب اللّه في الصدور لا في الثياب.
قال تعالى "وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ" نبوته ورسالته وعلمه وملكه وحده خاصة دون سائر اخوته الثمانية عشر بتخصيص اللّه تعالى إياه وزاده على أبيه تسخير الجن والإنس والشياطين والريح ونطق الطير وكان يفهم تسبيحها فقط "وَقالَ" سليمان لأشرف قومه "يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا" من قبل اللّه ربنا "مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ" أوتيه الأنبياء قبلنا والملوك، ومما لم يؤتوه من جميع ما تحتاجه الدنيا والآخرة "إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ" ١٦ الذي لا فوقه فضل، وقال هذا على سبيل التحدث بالنعمة أيضا على حد قوله صلّى اللّه عليه وسلم، أنا سيد ولد آدم ولا فخر.
قالوا وفي زمانه صنعت الأعاجيب من البناء والجنان والهياكل والتصاوير البارزة والمحاريب البديعة وغيرها، وجاء في تفسير البغوي أن ملكه دام سبعمائة سنة وستة أشهر، وهو أحد الأربعة الذين ملكوا الدنيا، قالوا إنه مر على بلبل في شجرة يحرك رأسه وذنبه، فقال لأصحابه أتدرون ما يقول ؟ قالوا اللّه ونبيه أعلم، قال يقول أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء، وصاحت فاخته فأخبر أنها تقول ليت ذا الخلق لم يخلقوا.
وصاح طاووس فقال يقول كما تدين تدان.
وصاح هدهد فقال يقول استغفروا اللّه يا مذنبون.