وخرّج الإمام الحافظ أبو محمد عبد الغني بن سعيد من حديث الحسن بن دينار أبي سعيد البصريّ وهو الحسن بن واصل قال حدّثنا الأسود بن عبد الرحمن عن هِصّان عن أبي موسى الأشعري عن النبيّ ﷺ قال :" ما قَعدَ يتيم مع قوم على قَصْعتهم فَيَقْرَب قَصْعتهم الشيطان " وخرّج أيضاً من حديث حسين بن قيس وهو أبو علي الرَّحبي عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله ﷺ :" مَن ضَمّ يتيماً من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يُغْنِيَه الله عز وجل غُفرت له ذنوبه ألْبتَّةَ إلاّ أن يعمل عملاً لا يُغفر ومن أذهب الله كريمتيه فصبَر واحتسب غُفرت له ذنوبه قالوا : وما كريمتاه ؟ قال : عيناه ومن كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فأنفق عليهن وأحسن إليهن حتى يَبِنّ أو يمتن غُفرت له ذنوبه ألْبَتَّةَ إلا أن يعمل عملا لا يُغفر" فناداه رجل من الأعراب ممن هاجر فقال : يا رسول الله أو اثنتين ؟ فقال رسول الله ﷺ :" أو اثنتين " فكان ابن عباس إذا حدّث بهذا الحديث قال : هذا والله من غرائب الحديث وغُرَرِه.
فائدة :
السبّابة من الأصابع هي التي تلي الإبهام، وكانت في الجاهلية تدعى بالسبابة ؛ لأنهم كانوا يَسُّبون بها ؛ فلما جاء الله بالإسلام كرهوا هذا الاسم فسمّوْها المشيرة ؛ لأنهم كانوا يشيرون بها إلى الله في التوحيد.
وتُسمَّى أيضاً بالسبّاحة، جاء تسميتها بذلك في حديث وائل بن حُجْر وغيره ؛ ولكن اللغة سارت بما كانت تعرفه في الجاهلية فغلبت.
وروي عن أصابع رسول الله ﷺ أن المشيرة منها كانت أطول من الوسطى، ثم الوسطى أقصر منها، ثم البنصر أقصر من الوسطى.