روى يزيد بن هارون قال : أخبرنا عبد اللَّه بن مِقْسم الطائفيّ قال حدّثتني عمتي سارة بنت مِقْسَم أنها سمعت ميمونة بنت كَرْدَم قالت : خرجتُ في حجّة حجّها رسول الله ﷺ فرأيت رسول الله ﷺ على راحلته وسأله أبي عن أشياء ؛ فلقد رأيتني أتعجّب وأنا جارية من طول أصبعه التي تلي الإبهام على سائر أصابعه.
فقوله عليه السلام :" أنا وهو كهاتين في الجنة "، وقوله في الحديث الآخر :
" أُحشَر أنا وأبو بكر وعمر يوم القيامة هكذا " وأشار بأصابعه الثلاث ؛ فإنما أراد ذكر المنازل والإشراف على الخلق فقال : نحشر هكذا ونحن مشرفون، وكذا كافل اليتيم تكون منزلته رفيعة.
فمن لم يعرف شأن أصابع رسول الله ﷺ حمل تأويل الحديث على الانضمام والاقتراب بعضهم من بعض في محل القربة.
وهذا معنى بعيد ؛ لأن منازل الرسل والنبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين مراتب متباينة، ومنازل مختلفة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢ صـ ١٤ ـ ١٥﴾. بتصرف يسير.
فصل
قال الفخر :
اليتيم كالتالي لرعاية حقوق الأقارب وذلك لأنه لصغره لا ينتفع به وليتمه وخلوه عمن يقوم به، يحتاج إلى من ينفعه والإنسان قلما يرغب في صحبة مثل هذا، وإذا كان هذا التكليف شاقاً على النفس لا جرم كانت درجته عظيمة في الدين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣ صـ ١٥٢﴾
قوله تعالى ﴿والمساكين﴾
فصل
قال الفخر :
" والمساكين" واحدها مسكين، أخذ من السكون كأن الفقر قد سكنه وهو أشد فقراً من الفقير عند أكثر أهل اللغة وهو قول أبي حنيفة رضي الله عنه واحتجوا بقوله تعالى :﴿أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ [ البلد : ١٦ ] وعند الشافعي رضي الله عنه : الفقير أسوأ حالاً، لأن الفقير اشتقاقه من فقار الظهر كأن فقاره انكسر لشدة حاجته وهو قول ابن الأنباري.