واحتجوا عليه بقوله تعالى :﴿أَمَّا السفينة فَكَانَتْ لمساكين يَعْمَلُونَ فِى البحر﴾ [ الكهف : ٧٩ ] جعلهم مساكين مع أن السفينة كانت ملكاً لهم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣ صـ ١٥٢﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ والمساكين ﴾ " المساكين" عطف أيضاً ؛ أي وأمرناهم بالإحسان إلى المساكين، وهم الذين أسكنتهم الحاجة وأذلتهم.
وهذا يتضمّن الحضّ على الصدقة والمؤاساة وتفقّد أحوال المساكين والضعفاء.
روى مسلم عن أبي هريرة عن النبيّ ﷺ قال :" السّاعِي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسِبه قال وكالقائم لا يَفْتُرُ وكالصائم لا يُفْطِر " قال ابن المنذر : وكان طاوس يرى السعي على الأخوات أفضل من الجهاد في سبيل الله. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢ صـ ١٥ ـ ١٦﴾.
فائدة
قال الفخر :
إنما تأخرت درجتهم عن اليتامى لأن المسكين قد يكون بحيث ينتفع به في الاستخدام فكان الميل إلى مخالطته أكثر من الميل إلى مخالطة اليتامى، ولأن المسكين أيضاً يمكنه الاشتغال بتعهد نفسه ومصالح معيشته، واليتيم ليس كذلك فلا جرم قدم الله ذكر اليتيم على المسكين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣ صـ ١٥٢﴾
وقال أبو حيان :
وتأخرت درجة المساكين، لأنه يمكنه أن يتعهد نفسه بالاستخدام، ويصلح معيشته، بخلاف اليتامى، فإنهم لصغرهم لا ينتفع بهم، وهم محتاجون إلى من ينفعهم.
وأول هذه التكاليف هو إفراد الله بالعبادة، ثم الإحسان إلى الوالدين، ثم إلى ذي القربى، ثم إلى اليتامى، ثم إلى المساكين.
فهذه خمسة تكاليف تجمع عبادة الله، والحض على الإحسان للوالدين، والمواساة لذي القربى واليتامى والمساكين، وأفرد ذا القربى، لأنه أراد به الجنس، ولأن إضافته إلى المصدر يندرج فيه كل ذي قرابة. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ١ صـ ٤٥٢ ـ ٤٥٣﴾