فائدة
قال الفخر :
الإحسان إلى ذي القربى واليتامى، لا بد وأن يكون مغايراً للزكاة لأن العطف يقتضي التغاير. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣ صـ ١٥٣﴾
قوله تعالى ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾
فصل
قال الفخر :
قرأ حمزة والكسائي :( حسناً ) بفتح الحاء والسين على معنى الوصف للقول، كأنه قال : قولوا للناس قولاً حسناً، والباقون بضم الحاء وسكون السين، واستشهدوا بقوله تعالى :﴿وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حُسْناً﴾ [ العنكبوت : ٨ ] وبقوله :﴿ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوء﴾ [ النمل : ١١ ] وفيه أوجه، الأول : قال الأخفش : معناه قولاً ذا حسن.
الثاني : يجوز أن يكون حسناً في موضع حسناً كما تقول : رجل عدل.
الثالث : أن يكون معنى قوله :﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ أي ليحسن قولكم نصب على مصدر الفعل الذي دل عليه الكلام الأول.
الرابع : حسناً أي قول هو حسن في نفسه لإفراط حسنه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣ صـ ١٥٣﴾
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ﴾ " حُسْناً" نصب على المصدر على المعنى ؛ لأن المعنى ليَحْسُن قولُكم.
وقيل : التقدير وقولوا للناس قولاً ذا حُسْن ؛ فهو مصدر لا على المعنى.
وقرأ حمزة والكسائي " حَسَناً" بفتح الحاء والسين.
قال الأخفش : هما بمعنىً واحد ؛ مثل البُخْل والبَخَل، والرُّشْد والرَّشَد.
وحكى الأخفش :" حُسْنَى" بغير تنوين على فُعْلى.
قال النحاس :" وهذا لا يجوز في العربية، لا يقال من هذا شيء إلا بالألف واللام، نحو الفُضْلَى والكُبْرَى والحُسْنَى ؛ هذا قول سيبويه.
وقرأ عيسى بن عمر " حُسُناً" بضمتين ؛ مثل " الحُلُم".
قال ابن عباس : المعنى قولوا لهم لا إله إلا الله ومُرُوهم بها.
ابن جُريج : قولوا للناس صدقاً في أمر محمد ﷺ ولا تغيّروا نعته.
سُفيان الثَّوْرِي : مُروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر.