والمرأة تدعى : يتيمة مالم تزوج، فاذا تزوجت زال عنها اسم اليتم، وقيل : لا يزول عنها اسم اليتم أبداً.
وقال أبو عمرو اليتم : الإبطاء، ومنه أخذ اليتيم، لأن البر يبطئ عنه.
" والمساكين" : جمع مسكين، وهو اسم مأخوذ من السكون، كأن المسكين قد أسكنه الفقر.
قوله تعالى :﴿ وقولوا للناس حسناً ﴾ قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ونافع، وعاصم، وابن عامر ﴿ حُسنا ﴾ : بضم الحاء والتخفيف، وقرأ حمزة والكسائي :﴿ حَسَناً ﴾ بفتح الحاء والتثقيل.
قال أبو علي : من قرأ " حُسْناً" فجائز أن يكون الحسن لغة في الحسن، كالبُخْل، والبَخَل، والرُشد والرشَد.
وجاء ذلك في الصفة كما جاء في الاسم، ألا تراهم قالوا : العُرب والعرَب ويجوز أن يكون الحسن مصدراً كالكفر والشكر والشغل، وحذف المضاف معه، كأنه قال : قولوا قولاً ذا حسن.
ومن قرأ ﴿ حَسَناً ﴾ جعله صفة، والتقدير عنده : قولوا للناس قولاً حسناً، فحذف الموصوف.
واختلفوا في المخاطب بهذا على قولين.
أحدهما : أنهم اليهود، قاله ابن عباس، وابن جبير، وابن جريج.
ومعناه : اصدقوا وبينوا صفة النبي.
والثاني : أنهم أمة محمد ﷺ قال أبو العالية : قولوا للناس معروفاً، وقال محمد بن علي بن الحسين : كلموهم بما تحبون أن يقولوا لكم.
وزعم قوم أن المراد بذلك مساهلة الكفار في دعائهم إِلى الإسلام.
فعلى هذا ؛ تكون منسوخة بآية السيف.
قوله تعالى :﴿ ثم توليتم ﴾ أي : أعرضتم إلا قليلاً منكم.
وفيهم قولان.
أحدهما : أنهم أوّلوهم الذين لم يبدلوا.
والثاني : أنهم الذين آمنوا بالنبي محمد ﷺ في زمان. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ١ صـ ١٠٨ ـ ١١٠﴾


الصفحة التالية
Icon