قال القاضي أبو محمد : وهذا كله غير معارض للآية لأن السلام على القبور إنما هو عبادة وعند الله الثواب عليها وهو تذكير للنفس بحالة الموت وبحالة الموتى في حياتهم، وإن جوزنا مع هذا أن الأرواح في وقت على القبور فإن سمع فليس الروح بميت وإنما المراد بقوله ﴿ إنك لا تسمع الموتى ﴾ الأشخاص الموجودة مفارقة لأرواحها، وفيها تقول خرفت العادة لمحمد عليه السلام في أهل القليب وذلك كنحو قوله ﷺ في الموتى " إذا دخل عليهم الملكان إنهم يسمعون خفق النعال "، وقرأ ابن كثير " ولا يسمع " بالياء من تحت " الصمُّ " رفعاً ومثله في الروم، وقرأ الباقون " تُسمع " بالتاء " الصمَّ " نصباً، وقرأ جمهور القراء " بهادي العمي " بالإضافة، وقرأ يحيى بن الحارث وأبو حيوة " بهادٍ العميَ " بتنوين الدال ونصب " العميَ "، وقرأ حمزة وحده " وما أنت تهدي العمي " بفعل مستقبل وهي قراءة طلحة وابن وثاب وابن يعمر، وفي مصحف عبد الله " وما أن تهدي العمي ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾