وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ وإِنَّ ربَّكَ لَذُو فَضْلٍ على النَّاس ﴾
قال مقاتل : على أهل مكة حين لا يعجل عليهم بالعذاب.
قوله تعالى :﴿ وإِنَّ ربَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدورهم ﴾ أي : ما تُخفيه ﴿ وما يُعْلِنون ﴾ بألسنتهم من عداوتك وخلافك ؛ والمعنى : أنه يجازيهم عليه.
﴿ وما مِنْ غائبة ﴾ أي : وما من جملة غائبة ﴿ إِلا في كتاب ﴾ يعني اللوح المحفوظ ؛ والمعنى : إِنَّ عِلْم ما يستعجلونه من العذاب بَيِّنٌ عند الله وإِن غاب عن الخَلْق.
﴿ إِنَّ هذا القرآنَ يَقُصُّ على بني إِسرائيل ﴾
وذلك أن أهل الكتاب اختلفوا فيما بينهم، فصاروا أحزاباً يطعن بعضهم على بعض، فنزل القرآن ببيان ما اختلفوا فيه، فلو أخذوا به لسلموا.
﴿ إِنَّ ربِّكَ يقضي بينهم ﴾ يعني بين بني إِسرائيل ﴿ بِحُكْمِهِ ﴾ وقرأ أبو المتوكل ؛ وأبو عمران الجوني، وعاصم الجحدري :﴿ بِحِكَمِه ﴾ بكسر الحاء وفتح الكاف.
قوله تعالى :﴿ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الموتى ﴾ الموتى قال المفسرُون : هذا مَثَلٌ ضربه الله للكفار فشبَّههم بالموتى.
قوله تعالى :﴿ ولا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ ﴾ وقرأ ابن كثير :﴿ ولا يَسْمَعُ الصُّمُّ ﴾ بفتح ميم ﴿ يَسْمَعُ ﴾ وضم ميم ﴿ الصُّمُّ ﴾.
قوله تعالى :﴿ إِذا ولَّوا مُدْبِرِينَ ﴾ أي : أن الصُّم إِذا أدبروا عنك ثم ناديتَهم لم يسمعوا، فكذلك الكافر ﴿ وما أنتَ بِهَادِ العُمْيِ ﴾ أي :[ ما أنت ] بمرشِد من أعماه الله عن الهدى، ﴿ إِنْ تُسْمِعُ ﴾ إِسماع إِفهام ﴿ إِلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بآياتنا ﴾. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية