أو المثل المشهور (يجازى جزاء سنمار) ويصدق الخبر الوارد : أبت النفس الخبيثة ان تخرج من الدنيا حتى تسيء لمن أحسن إليها، والخبر الذي نقله الغزالي رحمه اللّه : اتق شر من أحسنت إليه.
وارى التفسير الأول اولى واللّه اعلم.
قالوا وكان اهل المقتول الأول راجعوا فرعون بقضية قتيلهم، إذ وجدوه ولم يعلموا قاتله، فقال حققوا واخبروني، وقد صادف ان حضروا هذه الحادثة الأخيرة وما قاله موسى وما رد عليه به على التفسيرين المارين فتعرفوا ان القاتل هو موسى، فذهبوا واخبروه هذا ما قصه اللّه علينا في كتابه العظيم من القتل والمقتول والقاتل اما الموجود في التوراة الموجودة الآن هو ان الرجلين الأولين كما قص القرآن اما الآخران فكلاهما من بني إسرائيل ووجه العداوة ان هذا الذي أراد أن يبطش به موسى كان ظالما لمن استصرخه، فيكون بظلمه عدوا له وعاصيا للّه تعالى، والعاصي للّه عدو لموسى، وفيها أيضا ما هو صريح في أن الظالم هو قاتل ذلك، يعني موسى عليه السلام راجع الاصحاح الثامن من الخروج ص ١١ و١٥، ومن المعلوم أن ما يكون في التوراة مخالفا للقرآن لا يلتفت إليه، وكذلك فيما يخالف السنة، وذلك بسبب التبديل والتغيير الذي طرأ عليها والنسخ، وفيما عدا ذلك من أخبار بني إسرائيل وغيرها فلا بأس بأن يستأنس بها لبعض الأمور، ولا يجب التصديق بها، ولا ينبغي تكذيبها، لأن التوراة بالنسبة للعصر الحاضر هو
أول كتاب سماوي موجود في الأرض، لأن الصحف قبلها درست ولم يبق لها أثر، وكثير ما فيها من قصة موسى وغيره مخالف لما قصه اللّه في القرآن، كما يظهر لأول نظرة لمن يطالعها بإتقان، ويقابل ما بينها وبين القرآن، لأنك لا تجد فيها ذكرا لمؤمن آل فرعون ونصحه لموسي في هذه القصة البتة، راجع ما بيناه في تفسير الآية ٩٦ من سورة طه المارة.
مطلب تجوز النميمة والكذب لمصلحة والأخذ بالنصح :


الصفحة التالية
Icon