وروي ؟ ؟ ؟ شعيبا أوصى موسى مرة أن لا يأخذ غنمه ذات اليمين من محل عينه له وان ؟ ؟ ؟ فيه كلأ كثير، لأن فيه تنينا آفة كبيرة من الحيات، فلما ذهب بها إلى ذلك المحل أخذت ذات اليمين ولم يقدر على ردها، فتركها ومشى في أثرها، إذا عشب رديف لم ير مثله، فنام وتركها، فلما أقبل التنين تلقته العصا فقتلته عادت إلى جنب موسى دامية، فلما أفاق وأبصر ما وقع ارتاح وأخبر شعيبا
بذلك عند رجوعه، ففرح وعلم ان سيكون لهذه العصا وموسى شأنا، وهذه مما عدوه معجزة لشعيب عليه السلام، لأن القرآن لم يذكر له معجزة - راجع الآية ٨٤ من سورة الأعراف عن معجزات شعيب وما يتعلق بها - قالوا ولما أراد موسى أن يأخذ أهله إلى مصر حيث تفقد أخاه وأمه وأخته بكى شعيب وقال تتركنّي وقد كبرت وضعفت ووهنت قواي ؟ فقال قد طالت غربتي عن أهلي ولا أعلم ماذا جرى عليهم، فبسط شعيب يده وقال يا رب بحرمة ابراهيم الخليل وإسماعيل الذبيح واسحق الصفي ويعقوب الكليم ويوسف الصديق ردّ علي قوتي وبصري، وكان موسى يؤمن على دعائه، فرد عليه بصره وقوته، وهنا انتفى القول بعماه، لأنه كعمى يعقوب كما بيناه مفصلا في الآية المذكورة من الأعراف المارة، وله صلة في الآية ٨٤ من سورة يوسف في ج ٢ فراجعه، ثم أذن له بالمسير لمعذرته تلك وأوصاه بابنته، وذاك بعد تمام ثمانية عشرة سنة بعد زواجها "وَسارَ بِأَهْلِهِ" لجهة مصر.
واعلم أن التشوق الذي حدا بموسى لزيارة أهله حسا وظاهرا بعد ثمان وعشرين سنة هو في الحقيقة تشوق إلى اللّه معنى، إذ أزف الوقت الذي قدره لتشريفه بالنبوة والرسالة، ودنت منه أيام القرب والزلفى إلى ربه، إذ أكمل عمره الأربعين وصار لائقا للتحلي بأنوار النبوة العظمى، راجع الآية ٤١ من السورة المارة، وبأثناء سيره قدر عليه أن يضل الطريق ليكون سببا للهداية، وكان الوقت ليلا ومظلما ودخل في حيرة، فما أحسّ إلا وقد


الصفحة التالية
Icon