هو فتحة الثوب من حيث يدخل رأسه عند اللبس، وأراد منه أن يضعها تحت إبطه ليريه معجزة أخري، بحيث أنّ يده السراء "تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ" برص، ففعل فإذا هي تبرق كالشمس، ولم يعرف كيف يتمكن من إعادتها لحالتها الأولى، إلا أنه لما عرف إعادة العصا لحالتها الأولى حال أخذها من الأرض، ففعل بيده مثل ما فعل بالعصا بان أعاد يده لإبطه، ثم أخرجها فإذا هي على حالتها الاولى، ولما كان عليه السلام لحقه خوف من هاتين المعجزتين ولا سيما العصا، أراد اللّه أن يعلمه ما يزيله عنه فقال "وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ" الخوف، ففعل فذهب عنه الروع وعرف من هذا أنه كلما هاله أمر ضم يديه إلى صدره فيزول خوفه بإذن اللّه تعالى، قال ابن عباس أمر اللّه نبيه أن يضم يده إلى صدره ليذهب عنه الرعب وما من خائف بعد موسى إلا وبضع يده على صدره عند الخوف فيزول خوفه بإذن اللّه تعالى.


الصفحة التالية
Icon