قال أبو علي الفارسي هذا أمر منه سبحانه بالعزم على ما أراده منه، وحض على الجد فيه لئلا يمنعه الجد الذي يغشاه في بعض الأحوال عما أمر بالمضي فيه، وقيل ان الرهب بلغة حمير هو كم الثوب، وعليه يكون المعنى واللّه اعلم، اضمم إليك يدك وأخرجها من كمك وتناول عصاك ولا تخف، فان العصا واليد قد عادتا لحالتهما "فَذانِكَ بُرْهانانِ" آيتان عظيمتان، وحجتان بالغتان، ودليلان قاطعان، على صدق نبوتك "مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ" فاذهب إليهم وانما ذكر الضمير مع أنه يعود لمؤنثين مراعاة للخبر الذي هو مذكر، أي ان قلب العصا حية واليد السمراء بيضاء نقية ميزة على الصورة المارة للمذكر، برهانان لك، فإذا طلبوا منك دليلا على دعواك النبوة فاظهرهما إليهم وادعهم للايمان "إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ" ٣٣ خارجين عن الطاعة، متوغلين في العصيان، متجاوزين الحدود "قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ" ٣٤ بها والمراد بهذا الخبر طلب الحفظ والتأييد لإبلاغ الرسالة على أكمل وجه لا الاستعفاء عنها، كما زعمت اليهود بانه استعفى ربه من قبول ذلك، وجاء في التوراة الموجودة بأيدينا في الإصحاح الرابع من الخروج الآية ١٤ ما نصه (استمع أيها السيد أرسل بيد من ترسل) وجاء في


الصفحة التالية
Icon