وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
المتشابهات :
قوله ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ﴾ أَى كمَّل أَربعين سنة.
وقيل : كَمُل عقلُه.
وقيل : خرجت لحيته.
وفى يوسف ﴿بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ فحسب ؛ لأَنه أُوحى إِليه فى صِباه.
قوله :﴿وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ ﴾، وفى يس :﴿وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ﴾ قيل : اسمه خربيل مؤمن من آل فرعون، وهو النجار.
وقيل شمعون وقيل : حبيب.
وفى يس هو هو.
قوله :﴿مِّنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ ﴾ يحتمل ثلاثة أَوجه.
أَحدها أَن يكون (من أَقصى المدينة)
صفة لرجل، والثانى أَن يكون صلى لجاءَ.
والثالث أَن يكون صلى ليسعى.
والأَظهر فى هذه السّورة أَن يكون وصفاً، وفى يس أَن يكون صلة.
وخصّت هذه السّورة بالتقديم ؛ لقوله تعالى قبله :﴿فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلاَنِ يَقْتَتِلاَنِ﴾ ثم قال :﴿وَجَآءَ رَجُلٌ﴾ وخصّت سورة يس بقوله ﴿وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ ﴾ لِمَا جاءَ بالتفسير أَنَّه كان يعبد الله فى جبل، فلمّا سمع خبر الرُّسل سعى مستعجلاً.
قوله ﴿سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [وفى الصافات :﴿مِنَ الصَّابِرِينَ﴾، لأَنَّ ما هنا من كلام شعيب، والمعنى : ستجدنى من الصالحين] فى حسن العشرة، والوفاءِ بالعهد، وفى الصَّافات من كلام إِسماعيل حين قال له أَبوه ﴿أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى﴾ فَأَجاب ﴿قَالَ ياأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ أَى على الذبح.
قوله :﴿رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ﴾ وبعده :﴿مَن جَآءَ﴾ بغير باءٍ.
الأَوّل هو الوجه ؛ لأَن (أَعلم) هذا فيه معنى الفعل، ومعنى الفعل لا يعمل فى المفعول به، فزيد بعده باء ؛ تقويةً للعمل.
وخُصَّ الأَوّل بالأَصل، ثم حذف من الآخر الباءُ ؛ اكتفاءً بدلالة الأَول عليه.


الصفحة التالية
Icon