شعيب عليه السلام في الآية ٢٦ المارة، واستكباره هذا هو وقومه كان "بِغَيْرِ الْحَقِّ" لأنهم يعلمون أن فرعون ليس باله حقيقة وان ربه ورب السموات والأرض ومن فيهما هو اللّه وحده، ولكنهم جحدوا "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ" ٣٩ وانا لا نجازيهم على أعمالهم قال تعالى "فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ" على الصورة المبينة في الآية ٦٣ من سورة الشعراء المارة جزاء طغيانهم هذا في الدنيا "فَانْظُرْ" يا سيد الرسل، واذكر لقومك "كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ" ٤٠ ليعتبروا ويتيقظوا من غفلتهم، علهم يرجعون عن عنادهم فيؤمنون بك قبل أن يحلّ بهم العذاب المقدر لهم
"وَجَعَلْناهُمْ" فرعون وقومه "أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ" قادة ورؤساء دعاة إليها، وقد أردنا بإرسال موسى إليهم أن يكونوا قادة إلى الجنة، فخذلناهم وجعلنا مصيرهم الهلاك غرقا "وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ" ٤٢
أيضا، بل يخذلون أسد من خذلان الدنيا، ويعذبون بأفظع من عذابها "وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً" طردا وبعدا وخزيا بأن جعلنا الناس تلعنهم خلفا عن سلف، وصاروا يضربون المثل لكل ظالم بفرعون وملئه ويلعنونهم "وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ" ٤٢ إذ تشوه وجوههم بالسواد وأجسادهم وعيونهم بالزرقة، وزرقة العين مع السواد قبيحة جدا، ولذلك ترى زرقة العين في الدنيا عند بيض الأجسام والوجوه، ولا تجتمع زرقة العين مع سود الجوم البتة، وقد توجد في بعض السمر قليلا جدا بسبب الاختلاط في المناكحة، وهي مكروهة أيضا وهذه الكلمة لم تكرر في القرآن.
واعلم أنه لا يجوز لعن واحد بعينه سواء كان مسلما أو كافرا، إلا من تحقق موته على الكفر، أما لعن الجنس فيجوز، بأن تقول لعنة اللّه على الكافرين، على الظالمين، راجع الآية ٧٨ من سورة المائدة في ج ٣.


الصفحة التالية
Icon