مطلب ما قاله أبو طالب لحضرة الرسول عند وفاته :
روى مسلم عن أبي هريرة قال إنك لا تهدي من أحببت..
إلخ نزلت في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
حيث راود عمه أبا طالب على الإسلام، وكان شديد الحرص على إسلامه لكبير حقه عليه، وكثير محبته له، وحمايته من قريش وغيرهم، ولم يجرؤ أحد على الرسول إلا بعد وفاته حتى سمي عامها عام الحزن، لأن خديجة تلته بعد
ثلاث ليال، وكان وجوده قوة عظيمة لمحمد صلّى اللّه عليه وسلم، وكان يأمل أيمانه، ولما مات تأثر عليه جدا لجهتين لحبه له وعدم إيمانه به، وذلك أنه قال له عند الموت :
يا عمّ قل لا إله إلا اللّه أشهد لك بها يوم القيامة، قال لو لا أن تعيرني قريش فيقولون إنما حمله على ذلك الجزع لا الرغبة في دينك الحق ومسلكك المستقيم لأقررت بها عينك.
ثم أنشد :
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
لو لا الملامة أو حذار مسبّة لوجدتني سمحا بذاك قمينا
ولكن على ملة الأشياخ عبد المطلب وعبد مناف.
ثم مات، فأنزل اللّه هذه الآية، وذلك في نصف شوال السنة العاشرة من البعثة قبل الهجرة بثلاث سنين وأربعة أشهر.
والعبرة بمبدأ السنة هنا رمضان الذي وقعت فيه البعثة سنة ٤١ من ميلاده الشريف.
وقيل إنه قال يا معشر بني هاشم صدقوا محمدا تفلحوا.
فقال عليه السلام يا عمّ تأمرهم بالنصيحة لأنفسهم وتدعها لنفسك ؟ قال فما تريد يا ابن أخي ؟ قال أريد منك أن تقول لا إله الا اللّه أشهد لك بها عند اللّه، قال يا ابن أخي قد علمت أنك صادق ولكن أكره أن يقال جزع عند الموت، لأن قومك سيئو الظن لا يؤولون إسلامي على منهج حسن.
هذا وقد ورد


الصفحة التالية
Icon