وروى عمرو بن يموت المازني عنه صلّى اللّه عليه وسلم قال اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، وهذا الحديث مرسل لأن عمر هذا لم يلق النبي صلّى اللّه عليه وسلم : ألا لا يغتر ابن آدم بالخمس الأول، فهي وبال عليه إذا لم يصرفها إلى التي خلقت إليها "وَأَحْسِنْ" إلى خلق اللّه مما تفضل به عليك "كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ" لتكون من الشاكرين إحسانه فيزيدك إحسانا "وَلا تَبْغِ" وإياك أن تسعى فتطلب "الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ" لتظلم الناس وتطغى عليهم بسبب نعم اللّه، فتتعالى وتترفع عليهم فيسلبها اللّه منك قال صلّى اللّه عليه وسلم أشكروا النعم لا تزدروها.
وفي رواية لا تكفروها.
فإنها إن زالت هيهات أن تعود ولذا قالوا بالشكر تدوم النعم.
ومن أقبح القبائح أن تستعمل
نعم اللّه في معصيته، لأنه جل جلاله تفضل على عباده كي يشكروه ويتفضلوا على عياله الفقراء، لا أن يبغوا بما تفضل عليهم، قال تعالى في الحديث القدسي :
الأغنياء وكلائي والفقراء عيالي، فإن بخل وكلائي على عيالي أذقتهم وبالي ولا أبالي.


الصفحة التالية
Icon