ولهذا البحث صلة في الآية ١١ من سورة لقمان في ج ٢ فراجعه ألا فلينتبه الغافلون المغرورون ليعلموا أنهم ليسوا بأفضل من الفقراء عند اللّه، وأن اللّه لم يخصهم بالغنى لفضلهم بل ليختبرهم هل يصرفونه مصارفه أم يبخلون به، كما اختبر ثعلبة الآتي ذكره في الآية ٧٦ من سورة التوبة في ج ٣ اما يحمد اللّه هذا الغني ان أغناه اللّه وجعله من المتصدقين على عباده ألا يخشى أن يفقره اللّه ويحوجه للسؤال من الغني، أما يسرّه أن تكون يده العليا وقال صلّى اللّه عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى "إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" ٧٧ في الأرض بظلم أهلها والتسلط عليهم وتشعر عدم المحبة لهذا الصنف بغضبه عليهم وكراهته إياهم، وهكذا فلا تجد آية صرح اللّه بها بلفظ البغض البتة، فتعلموا أيها الناس الأدب من أقوال اللّه ورسوله، فبدل أن تقول لأخيك كذبت قل له غير صحيح، أو ليس الأمر كذلك، فهو أدوم للمحبة وأعف للّسان وأطهر للقلب.
واعلم أن الذي لا يحبه اللّه فهو مكروه عنده مبغوض عند خلقه.


الصفحة التالية
Icon