مطلب كلمة ويكأن وقصة قارون :
هذا وقد كتبت وي هنا متصلة بكأن لكثرة الاستعمال وإلا فهي كلمتان وي للتعجب وكأن للتشبيه، والقياس أن تكتب منفصلة بعضها عن بعض لجواز الوقف عليها، وقد كتبت على القياس في قول زيد بن عمرو بن نفيل :
وي كأن من يكن له نشب يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضر
وقال الأخفش : الكاف متصلة بها وهي مع الكاف اسم فعل بمعنى أعجب، والوقف على الكاف منها أي على ويك، وعليه قول عنترة :
ولقد شفا نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر اقدم
وذهب السكاكي إلى أن أصلها ويلك وخفّفت بحذف اللام، فبقيت ويك، وهي للردع والزجر وللبعث على ترك ما لا يرضي.
وقال أبو حيان هي كلمة تحزّن وأنشد في التحقيق قوله :
ألا ويك المضرة لا تدوم ولا يبقى على البؤس النعيم
وعلى هذا يكون الكاف في موضع جرّ بالإضافة والعامل في أن بعدها على هذا الوجه والوجه الذي قبله فعل العلم المنصور، أي أي أعلم أن اللّه بسط إلخ، واعلم أنه لا يفلح إلخ، لأن أن بعدها مفتوحة الهمزة، أو بتقدير اللام أي لأن إلخ، على أنه بيان للسبب الذي قيل لأجله ويك.
وحكى ابن قتيبة أن معى ذلك رحمة لك بلغه حمير.
وقال الفراء ويك بلغة العرب كقول الرجل ألا ترى إلى صنع اللّه تعالى ؟ وقال أبو زيد وجماعة معه ويكأن حرف واحد بجملته، وهو بمعنى ألم تر، وهذه رواية عن ابن عباس.
فعلى من يستعمل هذه الكلمة أن لا يتعدى في معناها ولفظها ما ذكرناه، لأنا لم نبق زيادة لمستزيد.


الصفحة التالية
Icon