فصل فى حجة القراءات فى السورة الكريمة


قال ابن خالويه :
ومن سورة القصص
قوله تعالى ﴿ ونري فرعون وهامان وجنودهما ﴾
يقرأ بالنون والنصب وبالياء والرفع فالحجة لمن قرأه بالنون والنصب أنه رده على قوله تعالى ﴿ ونريد أن نمن ﴾ و ؟ < أن نرى > ؟ فأتى بالكلام على سنن واحد ونصب فرعون ومن بعده بتعدي الفعل إليهم والله هو الفاعل بهم عز وجل لأنه بذلك أخبر عن نفسه والحجة لمن قرأه بالياء أنه استأنف الفعل بالواو ودل الإخبار عن فرعون ونسب الفعل إليه فرفعه به وعطف من بعده بالواو عليه
قوله تعالى ﴿ وحزنا ﴾ يقرأ بضم الحاء وإسكان الزاي وبفتحهما معا وقد تقدمت الحجة فيه فيما سلف مستقصاة
قوله تعالى ﴿ حتى يصدر الرعاء ﴾ يقرأبفتح الياء وضم الدال وبضم الياء وكسر الدال وبإشمام الصاد الزاي وخلوصها صادا فالحجة لمن ضم الياء أنه جعله فعلا هم فاعلوه يتعدى إلى مفعول معناه حتى يصدر الرعاء مواشيهم والحجة لمن فتح الياء أنه جعله فعلا لهم غير متعد إلى غيرهم والحجة لمن أشم الصاد الزاي أنه قربها بذلك من الدال لسكون الصاد ومجيء الدال بعدها
والرعاء بكسر الراء والمد جمع راع وفيه وجهان آخران راعون على السلامة ورعاة على التكسير وهو جمع مختص به الاسم المعتل فأصله عند البصريين رعية
انقلبت ياؤه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وأصله عند الكوفيين رعى فحذفوا حرفا كراهية للتشديد وألحقوا الهاء عوضا مما حذفوا فانقلبت الياء ألفا لأن ما قبل الهاء لا يكون إلا مفتوحا
قوله تعالى ﴿ أو جذوة من النار ﴾
يقرأ بكسر الجيم وفتحها وضمها وهن لغات كما قالوا في اللبن رغوة ورغوة ورغوة والكسر أفصح ومعنى الجذوة عود في رأسه نار
قوله تعالى ﴿ من الرهب ﴾ يقرأ بضم الراء وفتحها وبفتح الهاء وإسكانها فقيل هن لغات ومعناهن الفزع والجناح من الإنسان اليد
والمعنى إنه لما ألقى العصا فصارت جانا فزع منها فأمر بضم يده إلى أضلاعه ليسكن من روعه


الصفحة التالية
Icon