وقال ابن زنجلة :
سورة القصص
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهمن وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ٥ و٦
قرأ حمزة والكسائي ويرى بالياء فرعون وهامان وجنودهما
كله بالرفع
وقرأ الباقون ونري بالنون وفتح الياء فرعون وهامان وجنودهما بالنصب أي نحن نري فرعون وهامان وحجتهم أن ما قبله للمتكلم فينبغي أن يكون ما بعده أيضا كذلك ليكون الكلام من وجه والذي قبله ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فأجروا على لفظ ما تقدم ليأتلف الكلام
ومن قرأ يرى بالياء فرعون وهامان وجنودها فالمعنى هم يعاينون والفعل لهم وحجتهم أن المعنيين يتداخلان لأن فرعون ومن ذكر معه إذا أراهم الله من المستضعفين ما كانوا يحذرون رأوا ذلك وإذا رأوه فلا شك أن الله جل وعز أراهموه وهو مثل قوله يدخلون و يدخلون
فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهمن وجنودهما كانوا خطئين ٨
قرأ حمزة والكسائي وحزنا بضم الحاء وجزم الزاي وقرأ الباقون بفتح الحاء والزاي وهما لغتان مثل البخل البخل والعجم والعجم وفي التنزيل وابيضت عيناه من الحزن وقال الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وقال الفراء كأن الحزن الاسم والحزن المصدر تقول حزن حزنا
قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ٢٣
قرأ أبوع عمرو وابن عامر حتى يصدر الرعاء بفتح الياء ورفع الدال أي حتى يرجعوا من سقيهم وفي التنزيل يصدر الناس أشتاتا قال أبو عمرو والمراد من ذلك حتى ينصرف الرعاء عن الماء ولو كان يصدر كان الوجه أن يذكر المعفول فيقول حتى يصدر الرعاء ماشيتهم فلما لم يذكر مع الفعل المفعول علم أنه غير واقع وأنه يصدر الرعاء بمعنى ينصرفون عن الماء و الرعاء جمع راع مثل صاحب وصحاب


الصفحة التالية
Icon