(واضمم إليك جناحك من الرهب) [٣٢] أي: اضمم يدك إلى صدرك يذهب الله ما بك من الفرق. وقيل: إنه على التوطين والتسكين. كما يقال: ليسكن جأشك، وليفرخ روعك، لما كان من شأن الخائف أن يرتعد حشاه/، ويخفق صدره. كما قال حارثة بن بدر الغداني: ٩٠٨- وقل للفؤاد إن نزا بك نزوة -من الروع- أفرخ أكثر الروع باطله. وفي الرهب لغات: الرهب والرهب، كالضعف والضعف. والرهب والرهب، كالبخل والبخل.
والرهب والرهب: كالمعز والمعز. وكان الرهب أقوى لاطراده على أصلين. (رداً) [٣٤] عوناً، وقال مسلم بن جندب: "رداً" زيادة. واستشهد بقول حاتم: ٩٠٩- تجد فرساً [مثل] العنان وصارماً حساماً إذا ما هز لم يرض بالهبر ٩١٠- وأسمر خطياً كأن كعوبه نوى القسب قد أردى ذراعاً على العشر.
أي: زاد. والحكمة في تكرير هذه القصص: أن المواعظ يجب تكريرها على الأسماع، لتقريرها في الطباع. والثاني: أن فيه التحدي إلى الإتيان بمثله، ولو بترديد بعض هذه القصص. والثالث: تسلية النبي، وتحسير الكافرين حالاً بعد حال. والرابع: أن العرب من شأنها أن تورد المعنى الواحد بالألفاظ المختلفة، وتجلو الأعراض المتفقة في المعارض المختلفة. وبها فضلت على سائر الألسنة. ألا ترى أن الشعراء كيف تداولوا نواظر الغزلان، وعيون [الجآذر]
بحيث لا يكاد يخلو منها تشبيب، وكلها مقبول معسول. وهل بين قول امرئ القيس: ٩١١- تصد وتبدي عن أسيل وتتقي بناظرة من وحش وجرة، مطفل. وقول عدي: ٩١٢- وكأنها بين [النساء] أعارها عينيه جؤذر من جآذر جاسم. إلا اتفاق الغرض من كل الوجوه، مع اختلاف الكسوة الأنيقة، والعبارة الرشيقة، وكل واحد منهما قصد التشبيه [بشيء] واحد، هذا بعيون وحش/وجرة، وذاك بعيون جآذر جاسم، مع أن الظباء لا يختلف عيونها، وإن


الصفحة التالية
Icon