وقال القاسمى :
سورة القصص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿ طسم ﴾ تقدم الكلام على هذه الحروف غير ما مرة :﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ أي : نقرأ عليك، بواسطة الروح الأمين، تلاوة ملتبسة بالحق. كما قال تعالى :﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ [ يوسف : ٣ ]، ثم استأنف ما يجري مجرى التفسير للمجمل الموعود، بقوله :﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ ﴾ أي : تكبر وتجاوز الحد في الطغيان، في أرض مصر :﴿ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ﴾ أي : فرقاً وأصناماً في استخدامه وطاعته :﴿ يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ ﴾ وهم بنو إسرائيل :﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ وذلك إماتة لرجالهم، وتقليلاً لعددهم، كيلا يكثروا فينازعوه الملك :﴿ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ أي : المتمكنين في الإفساد وقهر العباد.
ثم أشار تعالى إلى فرجه الذي جعله لتلك الطائفة، بقوله :
القول في تأويل قوله تعالى :
﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ [ ٥ - ٨ ].


الصفحة التالية
Icon