وقال أبو حيان :
﴿ قال رب إني قتلت منهم نفساً ﴾ :
هو القبطي الذي وكزه فمات، فطلب من ربه ما يزداد به قوة، وذكر أخاه والعلة التي تكون له زيادة التبليغ.
و﴿ أفصح ﴾ : يدل على أنه فيه فصاحة، ولكن أخوه أفصح.
﴿ فأرسله معي ردأ ﴾ : أي معيناً يصدقني، ليس المعنى أنه يقول لي : صدقت، إذ يستوي في قول هذا اللفظ العيي والفصيح، وإنما المعنى : أنه لزيادة فصاحته يبالغ في التبيان، وفي الإجابة عن الشبهات، وفي جداله الكفار.
وقرأ الجمهور : ردأ، بالهمزة ؛ وأبو جعفر، ونافع، والمدنيان : بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الدال ؛ والمشهور عن أبي جعفر بالنقل، ولا همز ولا تنوين، ووجهه أنه أجرى الوصل مجرى الوقف.
وقرأ عاصم، وحمزة : يصدقني، بضم القاف، فاحتمل الصفة لردأ، والحال احتمل الاستئناف.
وقرأ باقي السبعة : بالإسكان.
وقرأ أبي، وزيد بن علي : يصدقوني، والضمير لفرعون وقومه.
قال ابن خالويه : هذا شاهد لمن جزم، لأنه لو كان رفعاً لقال : يصدقونني.
انتهى، والجزم على جواب الأمر.
والمعنى في يصدقوني : أرجو تصديقهم إياي، فأجابه تعالى إلى طلبته وقال :﴿ سنشد عضدك بأخيك ﴾.
وقرأ زيد بن علي، والحسن : عضدك، بضمتين.
وعن الحسن : بضم العين وإسكان الضاد.
وعن بعضهم : بفتح العين وكسر الضاد ؛ وفتحهما، قرأ به عيسى، ويقال فيه : عضد، بفتح العين وسكون الضاد، ولا أعلم أحداً قرأ به.
والعضد : العضو المعروف، وهي قوام اليد، ويشدتها يشتد.
قال الشاعر :
أبني لبيني لستما بيد...
إلا يداً ليست لها عضد
والمعنى فيه : سنقويك بأخيك.
ويقال في الخير : شد الله عضدك، وفي الشر : فتّ الله في عضدك.
والسلطان : الحجة والغلبة والتسليط.
﴿ فلا يصلون إليكما ﴾ : أي بسوء، أو إلى إذايتكما.