وقال أبو السعود :
﴿ قَالَ رَبّ إِنّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ﴾ بمقابلتِها ﴿ وَأَخِى هَرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنّى لِسَاناً فَأَرْسِلْهِ مَعِىَ رِدْءاً ﴾ أي مُعيناً وهو في الأصلِ اسمُ ما يُعان به كالدِّفءِ، وقُرىء ( رِدَاً ) بالتخفيف ﴿ يُصَدّقُنِى ﴾ بتلخيصِ الحقِّ وتقريرِ الحجَّةِ بتوضيحِها وتزييفِ الشُّبهةِ ﴿ إِنّى أَخَافُ أَن يُكَذّبُونِ ﴾ ولسانِي لا يُطاوعني عند المُحاجةِ. وقيل المرادُ تصديقُ القومِ لتقريرِه وتوضيحِه لكنَّه أسندَ إليه إسناد الفعلِ إلى السببِ. وقُرىء يصدقْني بالجزمِ على أنَّه جوابُ الأمرِ ﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ﴾ أي سنقويكَ به فإنَّ قوَّةَ الشَّخصِ بشدة اليدِ على مُزاولةِ الأمورِ ولذلكَ يعبّرُ عنه باليدِ وشدَّتِها بشدَّة العضدِ ﴿ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سلطانا ﴾ أي تسلطاً وغلبةً وقيل حجَّةً وليس بذاكَ ﴿ فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ﴾ باستيلاءٍ أو محاجة ﴿ بآياتنا ﴾ متعلقٌ بمحذوفٍ قد صُرِّح به في مواضعَ أُخَر أي اذهَبا بآياتِنا، أو بنجعل أي تسلطكما بآياتِنا أو بمعنى لا يصَلون أي تمتنعونَ منهم بها، وقيل هو قسمٌ وجوابُه لا يصلونَ وقيلَ هو بيانٌ للغالبونَ في قولِه تعالى :﴿ أَنتُمَا وَمَنِ اتبعكما الغالبون ﴾ بمعنى أنَّه صلةٌ لِمَا يبينُه أو صلةٌ له على أنَّ اللامَ للتعريفِ لا بمعنى الذي. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon