فصل
قال صاحب الميزان :
( كلام حول قصص موسى وهارون عليهما السلام )
في فصول
١ - منزلة موسى عند الله وموقفه العبود : كان عليه السلام أحد الخمسة أولى العزم الذين هم سادة الأنبياء ولهم كتاب وشريعة كما خصهم الله تعالى بالذكر في قوله :( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ) الأحزاب : ٧، وقال :( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا اليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ) الشورى : ١٣.
ولقد امتن الله سبحانه عليه وعلى أخيه في قوله :( ولقد مننا على موسى وهارون ) الصافات : ١١٤ وسلم عليهما في قوله :( سلام على موسى وهارون ) الصافات : ١٢٠.
وأثنى على موسى عليه السلام بأجمل الثناء في قوله :( واذكر في الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا ) مريم : ٥٢، وقال :( وكان عند الله وجيها ) الاحزاب : ٦٩، وقال :( وكلم الله موسى تكليما ) النساء : ١٦٤.
وذكره في جملة من ذكرهم من الأنبياء في سورة الانعام الآية ٨٤ - ٨٨ فأخبر أنهم كانوا محسنين صالحين وأنه فضلهم على العالمين واجتباهم وهداهم الى صراط مستقيم.
وذكره في جملة الأنبياء في سورة مريم ثم ذكر في الآية ٥٨ منها أنهم الذين أنعم الله عليهم.
فاجتمع بذلك له عليه السلام معنى الا خلاص والتقريب والوجاهة والاحسان والصلاح والتفضيل والاجتباء والهداية والانعام وقد مر البحث عن معاني هذه الصفات في مواضع تناسبها من هذا الكتاب وكذا البحث عن معنى النبوة والرسالة والتكليم.
وذكر الكتاب النازل عليه وهو التوراة فوصفها بأنها إمام ورحمة ( سورة الاحقاف : ١٢ ) وبأنها فرقان وضياء وذكر ( الأنبياء : ٤٨ ) وبأن فيها هدى ونور ( المائدة : ٤٤ ) وقال :( وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ ) الأعراف : ١٤٥.