ثم انهم ملوا المن والسلوى وقالوا لن نصبر على طعام واحد وسألوه أن يدعو ربه أن يخرج لهم مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها فامروا أن يدخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لهم فأبوا فحرمها الله عليهم وابتلاهم بالتيه يتيهون في الأرض أربعين سنه.
ومن قصص موسى عليه السلام ما ذكره الله في سورة الكهف من مضيه مع فتاه إلى مجمع البحرين للقاء العبد الصالح وصحبته حتى فارقه.
٣ - منزلة هارون ـ عليه السلام عند الله وموقفه العبودي : أشركه الله تعالى مع موسى عليهما السلام في سورة الصافات في المن وايتاء الكتاب والهداية إلى الصراط المستقيم وفى التسليم وأنه من المحسنين ومن عباده المؤمنين ( الصافات : ١١٤ - ١٢٢ ) وعده مرسلا ( طه : ٤٧ ) ونبيا ( مريم : ٥٣ ) وأنه ممن أنعم عليهم ( مريم : ٥٨ ) وأشركه مع من عدهم من الأنبياء في سورة الانعام في صفاتهم الجميلة من الاحسان والصلاح والفضل والاجتباء والهداية ( الانعام : ٨٤ - ٨٨ ).
وفى دعاء موسى ليلة الطور :( واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى أشدد به أزرى وأشركه في أمرى كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا ) طه : ٣٥.
وكان عليه السلام ملازما لاخيه في جميع مواقفه يشاركه في عامة أمره ويعينه على جميع مقاصده.
ولم يرد في القرآن الكريم مما يختص به من القصص الا خلافته لاخيه حين غاب عن القوم للميقات وقال لاخيه هارون اخلفنى في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا وقد عبدوا العجل ألقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بى الاعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال رب اغفر لى ولاخى وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين.