وقال الآلوسى :
﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ القول ﴾
الضمير لأهل مكة، وأصل التوصيل ضم قطع الحبل بعضها ببعض قال الشاعر :
فقل لبني مروان ما نال ذمتي...
بحبل ضعيف لا يزال يوصل
والمعنى ولقد أنزلنا القرآن عليهم متواصلاً بعضه أثر بعض حسبما تقتضيه الحكمة أو متتابعاً وعداً ووعيداً وقصصاً وعبراً ومواعظ ونصائح، وقيل : جعلناه أوصالا أي أنواعاً مختلفة وعداً ووعيداً الخ، وقيل : المعنى وصلنا لهم خبر الآخرة بخبر الدنيا حتى كأنهم عاينوا الآخرة وعن الأخفش أتممنا لهم القول، وقرأ الحسن ﴿ وَصَّلْنَا ﴾ بتخفيف الصاد والتضعيف في قراءة الجمهور للتكثير ومن هنا قال الراغب في تفسير ما في الآية عليها أي أكثرنا لهم القول موصولاً بعضه ببعض ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ فيؤمنون بما فيه.
﴿ الذين ءاتيناهم الكتاب مِن قَبْلِهِ ﴾ قبل القرآن على أن الضمير للقول مراداً به القرآن أو للقرآن المفهوم منه وأياً ما كان فالمراد من قبل إيتائه ﴿ هُمْ ﴾ لا هؤلاء الذين ذكرت أحوالهم ﴿ بِهِ ﴾ أي بالقرآن ﴿ يُؤْمِنُونَ ﴾ وقيل : الضميران للنبي ﷺ، والمراد بالموصول على ما روي عن ابن عباس مؤمنو أهل الكتاب مطلقاً، وقيل : هم أبو رفاعة في عشرة من اليهود، آمنوا فأوذوا، وأخرج ابن مردويه بسند جيد وجماعة عن رغاعة القرظي ما يؤيده وقيل : أربعون من أهل الإنجيل كانوا مؤمنين بالرسول ﷺ قبل مبعثه اثنان وثلاثون من الحبشة أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب وثمانية قدموا من الشام بحيراً وأبرهة وأشرف وعامروا يمن وادريس ونافع وتميم، وقيل : ابن سلام.
وتميم الداري.
والجارود العبدي.
وسلمان الفارسي.
ونسب إلى قتادة واستظهر أبو حيان الإطلاق وأن ما ذكر من باب التمثيل لمن آمن من أهل الكتاب.