﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ﴾ أي وكم من أهل قرية كانت حالهم كحالهم في الأمن وخفض العيش حتى أشروا فدمر الله عليهم وخرب ديارهم. ﴿ فَتِلْكَ مساكنهم ﴾ خاوية. ﴿ لَمْ تُسْكَن مّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ من السكنى إذ لا يسكنها إلا المارة يوماً أو بعض يوم، أو لا يبقى من يسكنها من شؤم معاصيهم. ﴿ وَكُنَّا نَحْنُ الوارثين ﴾ منهم إذ لم يخلفهم أحد يتصرف تصرفهم في ديارهم وسائر متصرفاتهم، وانتصاب ﴿ مَعِيشَتَهَا ﴾ بنزع الخافض أو بجعلها ظرفاً بنفسها كقولك : زيد ظني مقيم، أو بإضمار زمان مضاف إليها أو مفعولاً على تضمين بطرت معنى كفرت.
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ ﴾ وما كانت عادته.
﴿ مُهْلِكَ القرى حتى يَبْعَثَ فِى أُمِّهَا ﴾ في أصلها التي هي أعمالها، لأن أهلها تكون أفطن وأنبل. ﴿ رَسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءاياتنا ﴾ لإِلزام الحجة وقطع المعذرة. ﴿ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى القرى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظالمون ﴾ بتكذيب الرسل والعتو في الكفر.
﴿ وَمَا أُوتِيتُم مّن شَىْء ﴾ من أسباب الدنيا. ﴿ فمتاع الحياة الدنيا وَزِينَتُهَا ﴾ تتمتعون وتتزينون به مدة حياتكم المنقضية. ﴿ وَمَا عِندَ الله ﴾ وهو ثوابه. ﴿ خَيْرٌ ﴾ في نفسه من ذلك لأنه لذة خاصة وبهجة كاملة. ﴿ وأبقى ﴾ لأنه أبدى. ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، وقرأ أبو عمرو بالياء وهو أبلغ في الموعظة.


الصفحة التالية
Icon