وقال القاسمى :
﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾
أي : أنزلنا عليهم القرآن متواصلاً، بعضه إثر بعض، وعداً ووعيداً، وقصصاً وعبراً، ومواعظ، حسبما تقتضيه الحكمة والمصلحة إرادة أن يتذكروا فيفلحوا. وقرئ وصّلنا بالتشديد والتخفيف :﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ ﴾ أي : القرآن :﴿ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ وهم مؤمنو أهل الكتاب وأولياؤهم :﴿ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ ﴾ أي : القرآن :﴿ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ ﴾ أي : من قبل نزوله :﴿ مُسْلِمِينَ ﴾ أي : منقادين له، لما عندنا من المبشِّرات به. أو على دين الإسلام، وهو إخلاص الوجه له تعالى بدون شرك :﴿ أُولَئِكَ ﴾ أي : الموصوفون بما ذكر من النعوت :﴿ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ ﴾ يعني مرة على إيمانهم بكتابهم، ومرة على إيمانهم بالقرآن :﴿ بِمَا صَبَرُوا ﴾ أي : بصبرهم وثباتهم على الإيمانيْن. أو على الإيمان بالقرآن قبل النزول وبعده. أو على أذى من نابذهم :﴿ وَيَدْرَأُونَ ﴾ أي : يدفعون :﴿ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ﴾ أي : بالحكمة الطيبة، ما يسوؤهم :﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ أي : للبؤساء والفقراء، وفي سبيل البرّ والخير، فراراً عن وصمة الشحّ، وتنبهاً لآفاته.