﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ ﴾ أي : من الجهال. وهو كل ما حقه أن يلغى ويترك، من العبث وغيره :﴿ أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴾ أي : تكريماً للنفس عن ملابسة الأدنياء، وتشريفاً للسمع عن سقط باطلهم :﴿ وَقَالُوا ﴾ أي : لهم :﴿ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ﴾ أي : بطريق التوديع والمتاركة ؛ وعن الحسن رضي الله عنه : كلمة حلم المؤمنين :﴿ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ أي : لا نريد مخالطتهم وصحبتهم، ولا نريد مجازاتهم بالباطل على باطلهم. فال الرازيّ : قال قوم : نسخ ذلك بالأمر بالقتال. وهو بعيد. لأن ترك المسافهة مندوب. وإن كان القتال واجباً.
تنبيه :
قال ابن كثير عن سعيد بن جبير : إنها نزلت في سبعين من القسيسين. بعثهم النجاشي. فلما قدموا النبيّ ﷺ قرأ عليهم :﴿ يَس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ [ يّس : ١ ٢ ]، حتى ختمها. فجعلوا يبكون وأسلموا.


الصفحة التالية
Icon