فرفع رأسه فقال : خذيهم فأخذتهم إلى أعقابهم، فجعلوا يقولون : يا موسى... يا موسى... فقال : خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم، فجعلوا يقولون : يا موسى... يا موسى... فقال : خذيهم فغيبتهم فأوحى الله يا موسى : سألك عبادي وتضرعوا إليك فلم تجبهم، وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم. قال ابن عباس : وذلك قوله تعالى ﴿ فخسفنا به وبداره الأرض ﴾ وخسف به إلى الأرض السفلى.
وأخرج الفريابي عن إبراهيم رضي الله عنه قال : كان قارون ابن عم موسى.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ إن قارون كان من قوم موسى ﴾ قال : كان ابن عمه أخي أبي قارون بن مصر بن فاهث أو قاهث، وموسى بن عرمرم بن فاهث أو قاهث، وعرمرم بالعربية عمران.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله قال : كان قارون ابن عم موسى أخي أبيه، وكان قطع البحر مع بني إسرائيل، وكان يسمى النور من حسن صوته بالتوراة، ولكن عدوّ الله نافق كما نافق السامري، فأهلكه الله ببغيه.
وإنما بغى لكثرة ماله وولده.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ﴿ فبغى عليهم ﴾ قال : فعلا عليهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله ﴿ إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ﴾ قال : زاد عليهم في طول ثيابه شبراً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله ﴿ وآتيناه من الكنوز ﴾ قال : أصاب كنزاً من كنوز يوسف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الوليد بن زوران رضي الله عنه في قوله ﴿ وآتيناه من الكنوز ﴾ قال : كان قارون يعلم الكيمياء.
وأخرج ابن مردويه عن سلمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ " كانت أرض دار قارون من فضة، وأساسها من ذهب ".