واعلم أن من عرف اللّه تعالى عرف كل شيء، ومن وصل إليه هان عنده كل شيء، وجهاد النفس هو الجهاد الأكبر، قال عبد اللّه ابن المبارك من اعتاصت عليه مسألته فليسأل أهل الثغور، لقوله تعالى (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) الآية، لأن الجهاد هداية أو مرتب على الهداية، قال تعالى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) الآية ١٨ من سورة محمد ج ٣، وجاء في الحديث من عمل بما علم أورثه اللّه علم ما لم يعلم.
وقال بعض الكمل والذين يشغلون ظواهرهم بالوظائف ليوصلن أسرارهم إلى اللطائف.
وقال سفيان ابن عينيه إذا أختلف الناس فانظروا ما عليه أهل التقوى فإن اللّه تعالى يقول (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) الآية.
والتقوى هي المخرج من الشدائد، قال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الآية ٣ من سورة الطلاق ج ٣ هذا، واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم أجمعين، والحمد للّه رب العالمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٤ صـ ٤٦٣ ـ ٥٠٨﴾


الصفحة التالية
Icon