* وفي قصص الأنبياء دروس من المحن والابتلاء، تتمثل في ضخامة الجهد وضالة الحصيلة، فهذا نوح عليه السلام يمكث في قومه تسعمائة وخمسين سنة، يدعوهم إلى الله فما يؤمن معه إلا قليل [ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون ] وهذا أبو الأنبياء إبراهيم الخليل يحاول هداية قومه بكل وسيلة، ويجادلهم بالحجة والبرهان، فما تكون النتيجة إلا العلو والطغيان [ قالوا اقتلوه او حرقوه فأنجاه الله من النار.. ] الآيا ت. " وفي قصة لوط يظهر التبجح بالرذيلة دون خجل أو حياء [ ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ] الآيات وبعد ذلك الاستعراض السريع لمحنة الأنبياء، تمضي السورة الكريمة تبين صدق رسالة محمد ( ﷺ ) فهو رجل أمي لم يقرأ ولم يكتب، ثم جاءهم بهذا الكتاب المعجز، وهذا من أعظم البراهين على أنه كلام رب العالمين [ وما كنت تملو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ] وتنتقل السورة للحديث عن الأدلة والبراهين على (القدرة والوحدانية) في هذا الكون الفسيح
* ثم تختم ببيان جزاء الذين صبروا أمام المحن والشدائد، وجاهدوا بأنواع الجهاد النفسي والمالي، ووقفوا في وجه المحنة والابتلاء [ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإن الله لمع المحسنين ] وهو جزاء كريم، يناسب جهد التضحية والبذل، في سبيل نصرة الحق والدين !
التسمية :
سميت " سورة العنكبوت " لأن الله ضرب العنكبوت فيها مثلا للأصنام المنحوتة، والآلهة المزعومة [ مثل الذين اتخدوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا.. ] الآيات. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ٢ صـ ٤٥٠ ـ ٤٥١﴾


الصفحة التالية
Icon