وقال الإمام أبو جعفر النحاس :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة العنكبوت
وهي مكية
١ - وقوله جل وعز الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا
وهم لا يفتنون آية ٢ هذا استفهام فيه معنى التقرير والتوبيخ أي أحسب الناس أن يقنع منهم بأن يقولوا آمنا فقط ولا يختبروا حتى يعرف حقيقة إيمانهم وصبرهم وصدقهم وكذبهم ويظهر ذلك منهم فيجازوا عليه وأما الغيب فقد علمه الله جل وعز منهم ثم قال أن يقولوا آمنا أي على أن يقولوا ولأن يقولوا وبأن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون قال مجاهد وقتادة أي لا يبتلون
٢ - ثم قال جل وعز ولقد فتنا الذين من قبلهم آية ٣ أي ابتليناهم ٣ - وقوله جل وعز أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا آية ٤ قال مجاهد أي أن يعجزونا ٤ - وقوله جل وعز من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت آية ٥ قال أبو إسحق المعنى من كان يرجو لقاء ثواب الله جل وعز ٥ - وقوله جل وعز ووصينا الإنسان بوالديه حسنا آية ٨ أي ما يحسن ٦ - ثم قال جل وعز وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم
فلا تطعهما
قال أبو إسحق المعنى وإن جاهداك أيها الإنسان والداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ٧ - وقوله جل وعز ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله آية ١٠ قال مجاهد فإذا أوذي في الله أي عذب خاف من عذاب الناس كما يخاف من عذاب الله جل وعز قال الضحاك هؤلاء قوم قالوا آمنا فإذا أوذي أحدهم أشرك وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال كان قوم بمكة قد شهدوا أن لا إله إلا الله فلما خرج المشركون إلى بدر أكرهوهم على الخروج معهم فقتل بعضهم فأنزل الله


الصفحة التالية
Icon