وَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ" وحده وذروا الكواكب والأصنام التي هي من مخلوقاته وصنع أيديكم "ذلِكُمْ" الذي أرشدكم إليه وأنصحكم به "خَيْرٌ لَكُمْ" من الإشراك
باللّه وعبادة غيره "إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" ١٦ الخير من الشر والنفع من الضر، وقال لهم يا قوم "إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً" يدخل فيها كل معبود بغير حق حيوانا أو جمادا ملكا أو إنسا، أما الأصنام فتختص بما يعمله البشر من فضة وذهب وحديد وغيرها "وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً" كذبا محضا تصنعونه وتسمّونه إلها افتراء على اللّه وبهتا منكم، يا قوم "إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً" ولا يستطيعون أن يدفعوا عنكم ضرا ولا يجلبوا لكم نفعا، فاتركوها "فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ" فهو القادر على رزقكم ورزق جميع خلقه الحسّاسة والنامية، لاحتياج كل إلى الماء والهواء وهما رزق ليعجز البشر عن إطلاقه إذا أمسكه اللّه "وَاعْبُدُوهُ" وحده لا تشركوا به شيئا فإنه لا يقبل الشركة "وَاشْكُرُوا لَهُ" ما خولكم به من النعم العظيمة لأنكم "إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" ١٧ في الآخرة لا إلى أوثانكم وهو الذي يجازي المحسن ويعاقب المسيء، هذا ما أصدقكم به لخيركم "وَإِنْ تُكَذِّبُوا" ما أقوله لكم "فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ" رسلهم كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم، فأهلكهم اللّه بتكذيبهم، وإني أخاف عليكم إن أصررتم على تكذبي أن يصيبكم ما أصابهم "وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" ١٨ الواضح إلى قومه وعلى اللّه الهداية ومنه التوفيق وله الإهلاك والانتقام قال تعالى "أَ وَلَمْ يَرَوْا" هؤلاء الناس "كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ" من النطفة ومن لا شيء ثم يميته ويفنيه "ثُمَّ يُعِيدُهُ" في


الصفحة التالية
Icon