إبراهيم وشعيب وغيرهما لأنه كان في زمن إبراهيم ومن قومه، وقد سبقه في دعوة التوحيد للّه وعبادته ورفض ما سواه، واشتهر أمره عند أهل زمنه، لذلك كانت دعوة لوط لقومه فيما يختص بالنهي عن الفاحشة والأفعال الأخر الخبيثة المار ذكرها فقط، أما إبراهيم وشعيب كغيرهما من الأنبياء فقد جاء إلى قومهما بعد انقراض من كان يعبد اللّه حال عكوف الناس على عبادة الأوثان، ولم يكن في زمنهما من يدعو إلى اللّه ولذلك انصرفا إلى دعوة التوحيد والاعتراف بالنبوة والمعاد، فلما أيس منهم على النحر الذي تقدم في الآية ٨٠ من سورة هود والآية ١٣٢ من سورة الصافات المارتين والآية ٨١ من سورة الأعراف في ج ١، دعا عليهم "قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ" ٣٠ وحقق "ولي فيهم، فأجاب اللّه دعاءه.
قال تعالى "وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى " بإسحاق ويعقوب "قالُوا" أولئك الرسل وهم الملائكة لإبراهيم "إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ" التي فيها لوط "إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ" ٣١ أنفسهم بأعمالهم الخبيثة وإهانتهم رسولهم وتعديهم على الناس، وإنما أخبروه دون أن يسألهم لأنهم يعرفون أن أمر لوط يهمه لقرابته، ولكونه غريبا عمن أرسل إليهم، ولهذا "قالَ" إبراهيم "إِنَّ فِيها لُوطاً" وهو نبي فكيف تهلكونهما "قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها" بإعلام اللّه إيانا "لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ" لأنها ليست على دينه إنها "كا
مطبقا عليه، وإذا فقد الطاقة قال ضاق ذرعي وذراعي ويدي، لأن الأصل في هذا إذا كانت يد الرجل طائلة نال ما لا يناله قصير اليد أي الذراع فصار مثلا بالعجز كما كان لفظ رحب مثلا للقدرة.