وفي هذه الجملة تجهيل لهم إذ عبدوا الأحجار التي لا علم لها ولا قدرة وتركوا عبادة القادر العالم، وتضليل لعقولهم على ترك عبادة الخالق الرازق وعبادة المخلوقين ومخلوقيهم الذي هو لا شيء "وَتِلْكَ الْأَمْثالُ" التي ضربناها بتشبيه أحوال الكفرة الموجودين بالكفرة السابقين ومعبوديهم في بيت العنكبوت بينها و"نَضْرِبُها لِلنَّاسِ" الحاضرين ليتدبروها ويتصفوا بها "وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ" ٤٣ العارفون لأنهم أهل النظر والتدبر راجع الآية ٤٢ من سورة الروم المارة روى البغوي بإسناد الثعلبي عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم تلا هذه الآية وقال العالم من عقل عن اللّه فعمل بطاعته واجتنب سخطه.
مطلب في العنكبوت وأنواع العبادة والصلاة وفوائدها والذكر
قالوا والمراد بالعنكبوت النوع الذي ينسج بيته في الهواء لصيد الذباب وغيره، لا النوع الآخر الذي يحفر بيته في الأرض ويخرج بالليل كسائر الهوام وهي من ذوات السموم فيسن قتلها لذلك، لما أخرج أبو داود في مراسيله عن يزيد بن مرثد من قوله صلّى اللّه عليه وسلم : العنكبوت شيطان مسخها اللّه تعالى، فمن وجدها فليقتلها.
فإنه حديث ضعيف كما أشار إليه الدميري وهو ليس بحجة، وكذلك ما خرجه الخطيب عن علي كرم اللّه وجهه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم دخلت أنا وأبو بكر العار فاجتمعت العنكبوت فنسجت بالباب فلا تقتلوهن.