فحصل العذاب بالعناصر الأربعة والإنسان مركب منها وبها قوامه وبسببها بقاؤه ودوامه، فإذا أراد الله هلاك الإنسان جعل ما منه وجوده سبباً لعدمه، وما به بقاؤه سبباً لفنائه، ثم قال تعالى :﴿وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ ولكن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ يعني لم يظلمهم بالهلاك، وإنما هم ظلموا أنفسهم بالإشراك وفيه وجه آخر ألطف وهو أن الله ما كان يظلمهم أي ما كان يضعهم في غير موضعهم فإن موضعهم الكرامة كما قال تعالى :﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ﴾ [ الإسراء : ٧٠ ] لكنهم ظلموا أنفسهم حيث وضعوها مع شرفهم في عبادة الوثن مع خسته. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٥ صـ ٥٧ ـ ٦٠﴾


الصفحة التالية