وقال أبو السعود :
﴿ وإلى مَدْيَنَ أخاهم شُعَيْباً ﴾
متعلق بمضمن معطوفٍ على أرسلنا في قصَّة نوحٍ عليه السَّلام أي وأرسلنا إلى مدينَ شُعيباً ﴿ فَقَالَ ياقوم اعبدوا الله ﴾ وحدَه ﴿ وارجوا اليوم الآخر ﴾ أي توقَّعوه وما سيقعُ فيه من فُنون الأهوالِ وافعلُوا اليوم من الأعمالِ ما تأمنون غائلتَهُ وقيل : وارجُوا ثوابَه بطريقِ إقامةِ المسبَّبِ مقامَ السَّببِ وقيل : الرَّجاءُ بمعنى الخوفِ ﴿ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الأرض مُفْسِدِينَ *** ﴾ ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة ﴾ أي الزَّلزلةُ الشَّديدةُ وفي سورة هود وأخذتِ الذين ظلمُوا الصَّيحةُ أي صحيةُ جبريلَ عليه السَّلام فإنَّها المُوجِبة للرَّجفة بسبب تمويجِها للهواءِ وما يُجاورها من الأرض ﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ ﴾ أي بلدِهم أو منازِلهم والإفرادُ لأمنِ اللَّبسِ ﴿ جاثمين ﴾ باركينَ على الرُّكبِ ميِّتينَ.