وقرأ أكثر السبعة ﴿ وَثَمُودَاْ ﴾ بالتنوين بتأويل الحي، وهو على قراءة ترك التنوين بتأويل القبيلة، وقرأ ابن وثاب ﴿ وَعَادٌ وَثَمُودُ ﴾ بالخفض فيهما والتنوين عطفاً على ﴿ مدين ﴾ [ العنكبوت : ٣٦ ] على ما في "البحر" أي وأرسلنا إلى عاد وثمود ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان ﴾ بوسوسته وإغوائه ﴿ أعمالهم ﴾ القبيحة من الكفر والمعاصي ﴿ فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل ﴾ أي الطريق المعهود وهو السوي الموصل إلى الحق، وحمله على الاستغراق حصراً له في الموصل إلى النجاة تكلف ﴿ وَكَانُواْ ﴾ أي عاد وثمود لا أهل مكة كما توهم.
﴿ مُسْتَبْصِرِينَ ﴾ أي عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق والباطل بالاستدلال والنظر ولكنهم أغفلوا ولم يتدبروا وقيل : عقلاء يعلمون الحق ولكنهم كفروا عناداً وجحوداً، وقيل : متبينين أن العذاب لاحق بهم بأخبار الرسل عليهم السلام لهم ولكنهم لجوا حتى لقوا ما لقوا.
وعن قتادة.
والكلبي.
كما في "مجمع البيان" أن المعنى كانوا مستبصرين عند أنفسهم فيما كانوا عليه من الضلالة يحسبون أنهم على هدى.
وأخرج ابن المنذر وجماعة عن قتادة أنه قال : أي معجبين بضلالتهم وهو تفسير بحاصل ما ذكر، وهو مروي كما في "البحر" عن ابن عباس.
ومجاهد.
والضحاك، والجملة في موضع الحال بتقدير قد أو بدونها.


الصفحة التالية
Icon