﴿وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ﴾
أي : الجنة لهي دار الحياة الحقيقية لامتناع طريان الموت والفناء عليها أو هي في ذاتها حياة للمبالغة.
والحيوان مصدر حيي سمي به ذو الحياة وأصله حييان فقلبت الياء الثانية واواً لئلا يحذف إحدى الألفات وهو أبلغ من الحياة لما في بناء فعلان من الحركة والاضطراب اللازم للحيوان ولذلك اختير على الحياة في هذا المقام المقتضي للمبالغة.
﴿لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ لما آثروا عليها الدنيا التي أصلها عدم الحياة ثم ما يحدث فيها من الحياة عارضة سريعة الزوال.
وفي "التأويلات النجمية" : يشير إلى أن دار الدنيا لهي الموتان لأنه تعالى سمى الكافر وإن كان حيا بالميت بقوله :﴿إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ وقال :﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ فثبت أن الدنيا وما فيها من الموتان إلا من أحياه الله بنور الإيمان فهو


الصفحة التالية
Icon