وقال في "الأسئلة المقحمة" : ما معنى الإخلاص في حق الكافر والإخلاص دون الإيمان لا يتصور وجوده؟ والجواب أن المراد به التضرع في الدعاء عند مسيس الضرورة والإخلاص في العزم على الإسلام عند النجاة من الغرق ثم العود والرجوع إلى الغفلة والإصرار على الكفر بعد كشف الضر ولا يرد الإخلاص الذي هو من ثمرات الإيمان انتهى ويدل عليه ما قال عكرمة : كان أهل الجاهلية إذا ركبوا البحر حملوا معهم الأصنام فإذا اشتدت بهم الريح ألقوا تلك الأصنام في البحر وصاحوا "يا خداي يا خداي" كما في "الوسيط" و"يا رب يا رب" كما في "كشف الأسرار" ﴿فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ﴾ البر خلاف البحر وتصور منه التوسع فاشتق منه البر أي التوسع في فعل الخير كما في "المفردات" ؛
﴿لِيَكْفُرُوا بِمَآ ءَاتَيْنَاهُمْ﴾ اللام فيه لام كي أي ليكونوا كافرين بشركهم بما آتيناهم من نعمة النجاة التي حقها أن يشكروها ﴿وَلِيَتَمَتَّعُوا﴾ أي : ولينتفعوا باجتماعهم على عبادة الأصنام وتوادّهم عليها ويجوز أن يكون لام الأمر
في كليهما ومعناه التهديد والوعيد كما في اعملوا ما شئتم.
﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ أي عاقبة ذلك وغائلته حين يرون العذاب.